السلام عليكم ورحمة الله
هل انت مسلمة حقآ ومؤمنة صدقآ ..!؟
أسمعك تقولين نعم أنا مسلمة ومؤمنة وموحدة .. أصلي وأزكي وأصوم وأحج .... وانا اقول لكِ لا أختاه هذا هو
الظاهر فأين أنتِ من الباطن .. هل تعرفين هو ما الفرق بين المؤمن والمنافق ...!! ؟ .. ربما يتوافقان في الأعمال
الظاهرية من العبادات ولكن الفرق بينهما تلك السرائر التي إن فسدت لا ينفع مع فسادها صلاح الظواهر والإسلام
شريعة يتطلب لها كمال الظاهر مع كمال الباطن .. ويقول جل وعلا :
{ قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }
أنا أصلي
الصلاة ركن عظيم من أركان الاسلام وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه وإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا
فسدت فسد سائر عمله..ومن حافظ عليها كانت له نورآ وبرهان .. ومن لم يحافظ عليها كان مع قارون وفرعون
وهامان والله جل وعلا يقول :{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ }
فانظري في صلاتكِ هل تستحضرين فيها قلبكِ وتـُفرغيـه من جميع الشواغل والشوائـب والأمراض وتستشعرين
عظمة الله بخشوع وخضوع في كل جوارحكِ وملامحكِ وحركاتكِ وسكناتكِ ..؟...أم انكِ تؤدينها وكأنها عبء ثقيل
تريدين أن تنتهي منه لتسرعين الي الدنيا التي ركنتِ اليها ومن أجلها أفرغتي العبادة من محتواها وهدفها وأثرها
وجعلتيها مجرد حركات بلا روح وغفلتي عن أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال أرحنا بها يا بلال ولم يقل أرحنا
منها وكأن فيها راحة للنفوس وإنشراحآ للصدور وإطمئنانآ للقلوب
وأزكي
الزكاة الركن الثالث من أركان الاسلام وعمود من اعمدته وفريضه عظيمه قـُُرنت بالصلاة في آيات كثيرة لعلو
شأنها ومكانتها الجليلة وما فيها من صلاح للنفس وطهارة من الذنوب والمعاصي وبركة في الرزق ومضاعفة في
الآجر وأدائها من أعظم قضاء الحوائج وتفريج الكربات وسوف يستظل بها صاحبها من حر يوم القيامة.. ويقول
رسول الله صلي الله عليه وسلم :" كلُّ امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس "
فانظري الي زكاتكِ هل اديتيها حق ادائها ام انك بخلت ولم تعي وتتفكري وتتدبري قول الله جل وعلا :
{ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ }
وأصوم
نعم الصوم عبادة عظيمة وباب للتوبة مفتوح وعطاء وفضل من الله ممنوح..ولكن ربما صائم ولم يناله من صومه
إلا الجوع والعطش .. فانظري في صيامكِ هل حفظتيه من كل ما يخل به أو ينقص من آجره..؟ .. هل كففت جوارحكِ
عن إرتكاب المعاصي والذنوب وقبيح الأقوال والأفعال..؟ . الا تعلمين أن اللسان يُفطِّر والأذن تُفطِّر .. والعين تُفطِّر
واليد تُفطِّر والرجل تُفطِّر ... وتسألين هل تفطر الجوارح ...؟ اقول لك نعم تفطر الجوارح .. فاللسان يُفطِّر بالكذب
والغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس .. والأذن تُفطِّر بسماع الفحش والزور .. والعين تُفطِّر بالنظر إلي
ما حرم الله .... واليد تُفطِّر بأخذ ما لا يحل ... والرجل تُفطِّر بمشيها الي معصية .... والقلب يفطر علي أمراضه
من كبر وحسد وغل وغيرها من امراض القلوب وجميعها ستشهد عليكِ يوم القيامه .. ويقول جل وعلا :
{ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم منَ الْخَاسِرِينَ }
وأحج
الحج الركن الخامس من أركان الإسلام .... فريضه شرعها الله وجعلها لمن إستطاع إليه سبيلا .. فهل قصدتي
بأدائك هذه الفريضة الإخلاص لله عز وجل والفوز بالدار الآخرة ..؟ أم قصدت بها سمعه وحظآ من الدنيا ..!؟
وأعلمي أن الرياء إذا دخل في عملٍ أفسده .. وأخيرآ ماذا بعد أن إنقشع الغبار ووضحت أمامكِ الأمور هل مازلتي
تقولين أنا مسلمة ومؤمنة ...؟ ... لا أختي إستفيقي من غفلتكِِ وكوني كما تقولين ولكن صدقآ ويقينآ وصلاحآ
وسلوكآ وأخلاقآ لتفوزي بالرضا والرضوان وجنة الرحمن ..... والغبن كل الغبن أن تكون عرضها السموات
والأرض ولا يكون لكِ فيها موضعآ لقدميكِ .. ويقول تعالي :
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
أسأل المولى جل في علاه أن يرزقنا قلوباً عامره بالأيمان وأن يذيقنا حلاوة الأيمان ولذة العباده والمناجاة وأن
يستعملنا في طاعته وأن يجنبنا معاصيه .. وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ....وأن يرزقنا
الإخلاص في القول والعمل ونسأله سبحانه الفوز بجناته والنجاة من نيرانه إنه ولي ذلك والقادرعليه